فصل: الفتوى الخارجة من طرف ديوان القضاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)



.بيان فحص مصطفى أفندي:

نهار تاريخه ستة وعشرين شهر برريال السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي أنا المبلغ سارتلون وبينه كاتم سر القضاة المنتشرين لشرع كل من كان له جرة في قتل ساري عسكر العام كلهبر أحضرنا مصطفى أفندي لكي نفحص منه على الذي قد حصل.
سئل عن اسمه وعمره ومسكنه وصنعته فجاوب بأنه يسمى مصطفى أفندي ولادة برصة في بر أناضول وعمره واحد وثمانون سنة وساكن في مصر ثم صنعته معلم كتاب.
سئل هل من مدة شهر شاف سليمان الحلبي فجاوب أن هذا الرجل مشدوده من مدة ثلاث سنين وأنه من مدة عشرة أو عشرين يوماً حضر عنده وبات ليلة ومن حيث أنه رجل فقير قال له يروح يفتش له عن محل غيره.
سئل هل سليمان المذكور ما أخبره أنه حضر من بر الشام حتى يقتل ساري عسكر العام فجاوب لا بل حضر عنده ليسلم عليه فقط لكونه معلمه من قديم.
سئل هل سليمان ما عرفه عن سبب حضوره لهذا الطرف وهل هو نفسه ما استخبر عن ذلك فجاوب أن كل اجتهاده كان في أنه يصرفه من عنده بحيث أنه رجل فقير بل سأله عن سبب حضوره فأخبره لأجل يتقن القراءة.
سئل هل يعرف بأن سليمان راح عند ناس من البلد وخصوصاً عند أحد من المشايخ الكبار فجاوب أنه لا يعرف شيئاً لأنه ما شافه إلا قليلاً وأنه لم يقدر يخرج كثيراً من بيته بسبب ضعفه وكبره.
سئل هل أنه ما يعلم القرآن إلا مشاديده فجاوب نعم.
سئل هل أن القرآن يرضى بالمغازاة ويأمر بقتل الكفرة فجاوب ما يعرف ايش هي المغازاة التي في القرآن ينبي عنها.
سئل هل يعلم مشاديده هذه الأشياء فجاوب واحد اختيار مثله ما له دعوة في هذه الأشياء بل أنه يعرف أن القرآن ينبي عن المغازاة وأن كل من قتل كافراً يكسب أجراً.
سئل هل علم هذا الغرض لسليمان فجاوب أنه ما علمه إلا الكتابة فقط.
سئل هل عنده خبر أن أمس تاريخه رجل مسلم قتل ساري عسكر الفرنساوية الذي ما هو من ملته وهو بموجب تعليم القرآن هذا الرجل فعل طيب ومقبول عند النبي محمد فجاوب أن القاتل يقتل وأما هو يظن أن شرف الفرنساوية هو من شرف الإسلام وإذا كان القرآن يقول غيره شيا هو ما له علاقة فحالاً قدمنا سليمان المذكور وقابلناه بمصطفى أفندي ثم سألناه هل شاف مصطفى أفندي مراراً كثيرة وهل بلغه عن نيته فجاوب أنه ما شافه سوى مرة واحدة لأجل أنه يسلم عليه بحيث أنه معلمه القديم وبما أنه رجل اختيار وضعيف قوى ما رأى مناسب يخبره عن ضميره.
سئل هل هو من ملة المغازين وهل أن المشايخ سمحوا له في قتل الكفار في مصر ليكتب له أجر ويقبل عند النبي محمد فجاوب أنه ما فتح سيرة المغازاة إلا الى الأربعة مشايخ فقط الذين سماهم.
سئل هل أنه ما تحدث مع الشيخ الشرقاوي فجاوب أنه ما شاف هذا الشيخ لأنه ما هو من ملته بسبب أن الشيخ الشرقاوي شافعي وهو حنفي فبعد هذا قرينا على سليمان ومصطفى أفندي إقرارهم هذا فجاوبوا أن هذا هو الحق وما عندهم ما يزيدوا ولا ينقصوا ثم حرروا خط يدهم برفقة الترجمان ونحن حرر بمصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه إمضاء الإثنين المتهومين بالعربي إمضاء لوماكا الترجمان إمضاء سارتلون إمضاء كاتم السر بينه.
هذه الرواية المنقولة في اليوم السابع والعشرين من شهر برريال السنة الثامنة من إقامة الجمهور الفرنساوي عن الوكيل سارتلون بحضور مجمع القضاة المفوضين لمحاكمة قاتل ساري عسكر العام كلهبر وأيضاً لمحاكمة شركاء القاتل المذكور: يا أيها القضاة إن المناحة العامة والحزن العظيم الذي نحن مشتملون بهما الآن يخبران بعظم الخسران الذي حصل الآن بعسكرنا لأن ساري عسكرنا في وسط نصراته ومماجده ارتفع بغتة من بيننا تحديد قاتل رذيل ومن يد مستأجرة من كبراء ذوي الخيانة والغيرة الخبيثة والآن أنا معين ومأمور لاستدعاء الانتقام للمقتول وذلك بموجب الشريعة من القاتل المسفور وشركائه كمثل أشنع المخلوقات لكن دعوني ولو لحظة خالطاً فيض دموع عيني وحسراتي بدموعكم ولوعاتكم التي سببها هذا المفدي الأسيف والمكرم المنيف فقلبي احتسب جداً اهتياجه لتأدية تلك الجزية لمستحقها فوظيفتي كأنها ليست في الرؤية إلا ألماً بتغريق المهيب بماء هذه المصنوعة الشنيعة التي بوقوعها ارتبكت سمعتم الآن قراءة إعلام وفحص المتهمين وباقي المكتوبات عما جرى منهم وقط ما ظهر سيئة أظهر من هذه السيئة التي أنتم محاكمون فيها من صفة الغدارين ببيان الشهود وإقرار القاتل وشركائه والحاصل كل شيء متحد ورامي الضياء المهيب لمناورة ذا القتل الكريه، إني أنا راوي لكم سرعة الإعمال جاهد نفسي إن ظفرت لمنع غضبي منهم منها فلتعلم بلاد الروم والدنيا بكمالها أن الوزير الأعظم سلطنة العثمانية ورؤساء جنود جنود عسكرها رذلوا أنفسهم حتى أرسلوا قتال معدوم العرض الى الجريء والأنجب كلهبر الذي لا استطاعوا بتقهيره وكذلك ضعوا الى عيوب مغلوبيتهم المجرم الظالم بالذي ترأسوا قبل السماء والأرض تذكروا جملتكم تلك الدول العثمانية المحاربين من اسلامبول ومن أقاصي أرض الروم وأناضول واصلين منذ ثلاثة شهور بواسطة الوزير لتسخير وضبط بر مصر وطالبين تخليتها بموجب الشروط الذي بمتفقيتهم بذاتهم مانعوا إجراءها والوزير أغرق بر مصر وبر الشام بمناداته مستدعي بها قتل عام الفرنساوية وعلى الخصوص هو عطشان لانتقامه لقتل سر عسكرهم وفي لحظة الذين هم أهالي مصر محتفين بأغويات الوزير كانوا محرومين شفقات ومكارم نصيرهم وفي دقيقة الذين هم أسارى ومجروحين العثملية هم مقبولين ومرعبين في دور ضيوفنا وضعفائنا تقيد الوزير بكل وجوه بتكميل سوء غفارته تلوه منذ زمان طويل واستخدم لذلك آغا مغضوباً منه ووعد له إعادة لطفه وحفظ رأسه الذي كان بالخطر إن كان يرتضي بذا الصنع الشنيع وهذا المغوي هو أحمد آغا المحبوس بغزة منذ ما ضبط العريش وذهب للقدس بعد انهزام الوزير في أوائل شهر جرمينال الماضي والآغا المرقوم محبوس هناك بدار متسلم البلد وفي ذلك الملجأ فهو مفتكر بإجراء السوء الخبيث الذي يستثقل التقدير لا فهيم ولا معه تدبير سيما هو عامل شيء لإجراء انتقام الوزير وسليمان الحلبي شب مجنون وعمره أربعة وعشرون سنة وقد كان بلا ريب متدنس بالخطايا ظهر عند ذا الآغا يوم وصوله القدس ويترجى صيانته لحراسة أبيه تاجر بحلب من أذيات ابراهيم باشا والي حلب يرجع له سليمان يوم غدره فقد كان استفتش الآغا عن احتيال أصل وفصل ذا الشب المجنون وعلم أنه مشتغل بجامع بين قراء القرآن وأنه هو الآن بالقدس للزيارة وأنه قد حج سابقاً بالحرمين وأن العته النسكي هو منصوب في أعلى رأسه المضطرب من زيغانه وجهالاته بكمالة إسلامه وباعتماده أن المسمى منه جهاد وتهليك غير المؤمنين فمما أنهى وأيقن أن هذا هو الإيمان ومن ذلك الآن مار ما بقي تردد أحمد أغا في بين ما نوى منه فوعد له حمايته وإنعامه وفي الحال أرسله الى ياسين آغا ضابط مقدار من جيوش الوزير بغزة وبعثه بعد أيام لمعاملته وأقبضه الدراهم اللازمة له وسليمان قد امتلأ من خباثته وسلك بالطرق فمكث واحد وعشرين يوم في بلد الخليل بجبرون منتظر فيه قبيلة لذهاب البادية وكل مستعجل ووصل غزة في أوائل شهر فلوريال الماضي وياسين آغا مسكنه بالجامع لاستحكام غيرته والمجنون يواجهه مراراً وتكراراً بالنهار والليل مدة عشرة أيام مكثه بغزة يعلمه وبعد ما أعطاه أربعين غرشاً أسدياً ركبه بعقبية الهجين الذي وصل مصر بعد ستة أيام وممتن بخنجر دخل بأواسط شهر فلوريال الى مصر التي قد سكنها سابقاً ثلاث سنين وسكن بموجب تربياته بالجامع الكبير ويتحضر فيه للسيئة التي هو مبعوث لها ويستدعي الرب تعالى بالمناداة وكتب المناجاة وتعليقها بالسور مكانه بالجامع المذكور: علاه وتأنس مع الأربعة مشايخ الذين قرأ والقرآن مثله وهم مثله مولودين ببر الشام وسليمان أخبرهم بسبب مراسلته وكان كل ساعة معهم متآمرين به لكن ممنوعين بصعوبة ومخطرات الوحدة محمد الغزي والسيد أحمد الوالي وعبد الله الغزي وعبد القادر الغزي هم معتمدين سليمان بارتهان ما نواه ولا عاملوا شيء لممانعته أو لبيانه وعن مداومة سكونهم به صاروا مسامحين ومشتركين في قبحة القاتل هو منتظر واحد وثلاثين يوم معدودة بمصر فعقبة جزم توجهه الى الجيزة وبذاك اليوم أعقد سره الى الشركاء المذكورين أعلاه وكان كل شيء صار سهل جزم القاتل بمصنوعته الشنيعة وبيوم الغدوة طلع السر عسكر من الجيزة متوجهاً مصر وسليمان طوى الطرق ولحقه هلقدر حتى لزم أن يطردوه مراراً مختلفة لكن هو المكار عقيب غداراً تعداه وفي يوم الخامس والعشرين من شهرنا الجاري وصل واختفى في جنينة السر عسكر لتقبيل يده فالسر عسكر لا أبى على قيافة فقره وفي حال ما السر عسكر ترك له يده ضربه سليمان بخنجره ثلاثة جروح وقصد الستوين بروتاين الذي هو رئيس المعمار ومصاحب العرفاء وجاهد لحماية السر عسكر لكن ما نفع جسارته فهو بذاته وقع أيضاً مجروح عن يد القاتل المسفور بستة جروحات وبقي لا مستطيع شيء وهكذا وقع بلا صيانة وهو الذي كان من الأماجد في الحرب ومخاطرات الغزا وهو أول اذين مضوا برياسة عسكر دولة الجمهور الفرنساوي المنصور الرهن الرهين وهو فتح ثانياً بر مصر حينئذ بهجوم سحائب من العثمانية فكيف اقتدر واضم الوجع العميق الجملة الى دموع الأجناد الى لوعات الرؤساء وجميع الجنرالية أصحابه بالمجاهدة والمماجدة بالمناحة وموالهة العسكر أنتم جميعاً تنعوه والمحاسنات تستأهله وتنبغي له القاتل سليمان ما قدر يهرب من مغاشاة الجيوش غضوبين له الدم ظاهر في ثيابه وخنجره واضطرابه ووحشة وجهه وحاله كشفوا جرمه وهو بالذات مقر بذنبه بلسانه ومسمي شركاء وهو كمادح نفسه للقتل الكريه صنع يديه وهو مستريح بجواباته للمسائل وينظر محاضر سياسات عذابه بعين رفيعة والرفاهية هي الثمر المحصول من العصمة والتفاوه فكيف تظهر بوجوه الآثمين ومسامحينهم شركاء سليمان الأثيم كانوا مرتهنين سره للقتل الذي حصل من غفلتهم وسكوتهم قالوا باطلاً أنهم ما صدقوا سليمان هو مستعدد بذا الإثم وقالوا باطلاً أيضاً أن لو كانوا صدقوا ذا المجنون كانوا في الحال شايعين خيانته لكن الأعمال شهود تزور وتنبئ أنهم قابلوا القاتل وما غيروا له نية إلا خوف مهلكتهم ومصممين تهلكة غيرهم ولا هم مستعذرين وجهاً من الوجوه لا حكى لهم شيء من مصطفى أفندي بما أن لا ظهر شيء عند ذاك الشيب يثبت معاقرته بشكل العذاب اللائق للمذنبين هو تحت اصطفاكم بموجب الأمر من الذي أنتم مأمورون بعقيبه لمحاكمة السيئين وأظن أن يليق أن تصنعوا لهم من العذابات العادية ببلاد مصر ولكن عظمة الإثم تستدعي أن يصير عذابه مهيباً فإن سألتوني أجبت أنه يستحق الخوزقة وأن قبل كل شيء تحرق يد ذا الرجل الأثيم وأنه هو يموت بتعذيبه ويبقى جسده لمأكول الطيور وبجهة المسامحين له يستحقون الموت لكن بغير عقوبة كما قلت لكم ونبهت فليعلم الوزير والعملية الظالمين تحت أمره حد جزاء الآثمين الذين ارتكبوا بقصد انتقامهم لعدم المروءة أنهم عدموا من عسكرنا واحد مقدام سبب دائمي دموعنا ولوعتنا الأبدية فلا يحسبوا ولا يأملوا بإقلال جزائنا إنما خليفة السر عسكر المرحوم هو رجل قد شهر شجاعة ومضى قدماه بصفاء ضمير منير وهو مشار إليه بالبنان لمعرفته بتدبير الجنود والجمهور المنصور وهو يهدينا بالنصرة وأما أولئك المعدومون القلب والعرض فلا احمرت وجوههم بانتقامهم وانهزامهم باق ثم عدم اعتبارهم بالتواريخ لأبدانهم باقين بالرذالة لا نفع لهم قدام العالم إلا اكتساب خجالتهم ولعدم المبالاة حالاً كشفتها لهم أثبت محاكمات كما يأتي بيانها. حضر فيه للسيئة التي هو مبعوث لها ويستدعي الرب تعالى بالمناداة وكتب المناجاة وتعليقها بالسور مكانه بالجامع المذكور: علاه وتأنس مع الأربعة مشايخ الذين قرأ والقرآن مثله وهم مثله مولودين ببر الشام وسليمان أخبرهم بسبب مراسلته وكان كل ساعة معهم متآمرين به لكن ممنوعين بصعوبة ومخطرات الوحدة محمد الغزي والسيد أحمد الوالي وعبد الله الغزي وعبد القادر الغزي هم معتمدين سليمان بارتهان ما نواه ولا عاملوا شيء لممانعته أو لبيانه وعن مداومة سكونهم به صاروا مسامحين ومشتركين في قبحة القاتل هو منتظر واحد وثلاثين يوم معدودة بمصر فعقبة جزم توجهه الى الجيزة وبذاك اليوم أعقد سره الى الشركاء المذكورين أعلاه وكان كل شيء صار سهل جزم القاتل بمصنوعته الشنيعة وبيوم الغدوة طلع السر عسكر من الجيزة متوجهاً مصر وسليمان طوى الطرق ولحقه هلقدر حتى لزم أن يطردوه مراراً مختلفة لكن هو المكار عقيب غداراً تعداه وفي يوم الخامس والعشرين من شهرنا الجاري وصل واختفى في جنينة السر عسكر لتقبيل يده فالسر عسكر لا أبى على قيافة فقره وفي حال ما السر عسكر ترك له يده ضربه سليمان بخنجره ثلاثة جروح وقصد الستوين بروتاين الذي هو رئيس المعمار ومصاحب العرفاء وجاهد لحماية السر عسكر لكن ما نفع جسارته فهو بذاته وقع أيضاً مجروح عن يد القاتل المسفور بستة جروحات وبقي لا مستطيع شيء وهكذا وقع بلا صيانة وهو الذي كان من الأماجد في الحرب ومخاطرات الغزا وهو أول اذين مضوا برياسة عسكر دولة الجمهور الفرنساوي المنصور الرهن الرهين وهو فتح ثانياً بر مصر حينئذ بهجوم سحائب من العثمانية فكيف اقتدر واضم الوجع العميق الجملة الى دموع الأجناد الى لوعات الرؤساء وجميع الجنرالية أصحابه بالمجاهدة والمماجدة بالمناحة وموالهة العسكر أنتم جميعاً تنعوه والمحاسنات تستأهله وتنبغي له القاتل سليمان ما قدر يهرب من مغاشاة الجيوش غضوبين له الدم ظاهر في ثيابه وخنجره واضطرابه ووحشة وجهه وحاله كشفوا جرمه وهو بالذات مقر بذنبه بلسانه ومسمي شركاء وهو كمادح نفسه للقتل الكريه صنع يديه وهو مستريح بجواباته للمسائل وينظر محاضر سياسات عذابه بعين رفيعة والرفاهية هي الثمر المحصول من العصمة والتفاوه فكيف تظهر بوجوه الآثمين ومسامحينهم شركاء سليمان الأثيم كانوا مرتهنين سره للقتل الذي حصل من غفلتهم وسكوتهم قالوا باطلاً أنهم ما صدقوا سليمان هو مستعدد بذا الإثم وقالوا باطلاً أيضاً أن لو كانوا صدقوا ذا المجنون كانوا في الحال شايعين خيانته لكن الأعمال شهود تزور وتنبئ أنهم قابلوا القاتل وما غيروا له نية إلا خوف مهلكتهم ومصممين تهلكة غيرهم ولا هم مستعذرين وجهاً من الوجوه لا حكى لهم شيء من مصطفى أفندي بما أن لا ظهر شيء عند ذاك الشيب يثبت معاقرته بشكل العذاب اللائق للمذنبين هو تحت اصطفاكم بموجب الأمر من الذي أنتم مأمورون بعقيبه لمحاكمة السيئين وأظن أن يليق أن تصنعوا لهم من العذابات العادية ببلاد مصر ولكن عظمة الإثم تستدعي أن يصير عذابه مهيباً فإن سألتوني أجبت أنه يستحق الخوزقة وأن قبل كل شيء تحرق يد ذا الرجل الأثيم وأنه هو يموت بتعذيبه ويبقى جسده لمأكول الطيور وبجهة المسامحين له يستحقون الموت لكن بغير عقوبة كما قلت لكم ونبهت فليعلم الوزير والعملية الظالمين تحت أمره حد جزاء الآثمين الذين ارتكبوا بقصد انتقامهم لعدم المروءة أنهم عدموا من عسكرنا واحد مقدام سبب دائمي دموعنا ولوعتنا الأبدية فلا يحسبوا ولا يأملوا بإقلال جزائنا إنما خليفة السر عسكر المرحوم هو رجل قد شهر شجاعة ومضى قدماه بصفاء ضمير منير وهو مشار إليه بالبنان لمعرفته بتدبير الجنود والجمهور المنصور وهو يهدينا بالنصرة وأما أولئك المعدومون القلب والعرض فلا احمرت وجوههم بانتقامهم وانهزامهم باق ثم عدم اعتبارهم بالتواريخ لأبدانهم باقين بالرذالة لا نفع لهم قدام العالم إلا اكتساب خجالتهم ولعدم المبالاة حالاً كشفتها لهم أثبت محاكمات كما يأتي بيانها.
أولاً - أن سليمان الحلبي مثبت اسمه الكريه بقتل السر عسكر كلهبر فلهذا هو يكون مدحوضاً بتحريق يده اليمنى وبتحريقه حتى يموت فوق خازوقه وجيفته باقية فيه لمأكولات الطيور.
ثانياً - أن الثلاثة مشايخ المسمين محمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الغزي يكونون متبينين منكم أنهم شركاء لهذا القاتل فلذلك يكونون مدحوضين بقطع رؤوسهم.
ثالثاً - أن الشيخ عبد القادر الغزي يكون مدحوضاً بذلك العذاب.
رابعاً - أن إجراء عذابهم يصير بعودة المجتمعين لدفن السر عسكر وأمام العسكر وناس البلد لذاك الفعل موجودين فيه.
خامساً - أن مصطفى أفندي تبين غير مثبوت مسامحته وهو مطلوق الى ما نرى.
سادساً - أن ذا الإعلام وبيناته وما جرى بطبع في خمس نسخ ويؤول من لسان الفرنساوي بالعربي والتركي لتلزيقها بمحلات بلاد بر مصر بكمالها بموجب المأمور حرر بمصر القاهرة في اليوم السابع وعشرين من شهرنا برريال سنة ثمانية من إقامة الجمهور المنصور ممضي سارتلون.

.الفتوى الخارجة من طرف ديوان القضاة:

المنتشرين بأمر ساري عسكر العام من أمير الجيوش الفرنساوية في مصر لأجل شرعية كل من له جرة في غدر وقتل ساري عسكر العام كلهبر في السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي وفي اليوم السابع والعشرين من شهر برريال اجتمعوا في بيت ساري عسكر رينيه المذكور وساري عسكر روبين ودفتردار البحر لرو والجنرال مارتينه والجنرال مورانه ورئيس العسكر جوجه ورئيس المدافع فاور ورئيس المعمار برترنه والوكيل رجينه والدفتردار سارتلون في رتبة مبلغ، والوكيل لبهر في ربتة وكيل الجمهور والوكيل بينه في رتبة كاتم السر وهذا ما صار حكم أمر ساري عسكر العام منو أمير الجيوش الفرنساوية الذي صدر أمس وأقام القضاة المذكورين لكي يشرعوا على الذي قتل ساري عسكر العام كلهبر في اليوم الخامس والعشرين من الشهر ولكي يحكموا عليه بمعرفتهم فحين اجتمعوا القضاة المذكورون وساري عسكر رينيه الذي هو شيخهم أمر بقراءة الأمر المذكور أعلاه الخارج على يد ساري عسكر منو ثم بعده المبلغ قرأ كامل الفحص والتفتيش الذي صدر منه في حق المتهومين وهم سليمان الحلبي والسيد عبد القادر الغزي ومحمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الوالي ومصطفى أفندي فبعد قراءة ذلك أمر ساري عسكر رينيه بحضور المتهومين المذكورين قدام القضاة وهم من غير قيد ولا رباط بحضور وكيلهم والأبواب مفتحة قدام كامل الموجودين فحين حضروا ساري عسكر رينيه وكامل القضاة سألوهم جملة سؤالات وهذا بواسطة الخواجا براشويش الترجمان فهم ما جاوبوا إلا بالذي كانوا قالوه حين انفحصوا فساري عسكر رينيه سألهم أيضاً إن كان مرادهم يقولوا شيئاً مناسباً لتبرئتهم فأجابوه بشيء فحالاً ساري عسكر المذكور أمر بدرهم الى الحبس مع الخفراء عليهم ثم أن ساري عسكر رينيه التفت الى القضاة وسألهم إيش رأيهم في عدم حديث المتهومين وأمر بخروج كامل الناس من الديوان وقفل المحل عليهم لأجليستشاروا بعضهم من غير أن أحداً يسمعهم ثم انوضع أول سؤال وقال: سليمان الحلبي ابن أربعة وعشرين سنة وساكن بحلب متهم بقتل ساري عسكر العام وجرح السيتوين بروتاين المهندس وهذا صار في جنينة ساري عسكر العام في خمسة وعشرين من الشهر الجاري فهل هو مذنب فالقضاة المذكورون ردوا كل واحد منهم لوحده والجميع بقول واحد أن سليمان الحلبي مذنب.
السؤال الثاني - السيد عبد القادر الغزي مقرئ قرآن في الجامع الأزهر ولادة غزة وساكن في مصر متهوم أنه بلغه بالسر في غدر ساري عسكر العام وما بلغ ذلك وقصد الهروب فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تماماً أنه مذنب.
ثم وضع السؤال الثالث وقال: محمد الغزي ابن خمسة وعشرين سنة ولادة غزة وساكن في مصر مقرئ قرآن في الجامع الأزهر متهوم أنه بلغه بالسر في غدر ساري عسكر وأنه حين ذلك الغادر كان نوى الرواح لقضاء فعله بلغه أيضاً وهو ما عرف أحداً بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تماماً أنه مذنب.
السؤال الرابع: - عبد الله الغزي ابن ثلاثين سنة ولادة غزة ومقرئ قرآن في الجامع الأزهر متهوم أنه كان يعرف في غدر ساري عسكر وأنه ما بلغ أحداً بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تماماً أنه مذنب.
السؤال الخامس - أحمد الوالي ولادة غزة مقرئ قرآن في جامع الأزهر متهوم أن عنده خبر في غدر ساري عسكر وأنه ما بلغ أحداً بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تماماً أنه مذنب.
السؤال السادس - مصطفى أفندي ولادة برصة في بر أناضول عمره واحد وثمانين سنة ساكن في مصر معلم كتاب ما عنده خبر بغدر ساري عسكر فهل هو مذنب فالقضاة تماماً جاوبوا بأنه غير مذنب وأمروا بإطلاقه فبعد ذلك القاضي وكيل الجمهور طلب أنهم يفتوا بالموت على المذنبين المشروحين أعلاه فالقضاة تشاوروا مع بعضهم ليعتمدوا على جنس عذاب لائق لموت المذنبين أعلاه ثم بدؤوا بقراءة خامس مادة من الأمر الذي أخرجه أمس ساري عسكر منو بسبب ذلك والذي بموجبه أقامهم قضاة في فحص وموت كل من كان له جرة في غدر وقتل ساري عسكر العام كلهبر ثم اتفقوا جميعهم أن يعذبوا المذنبين ويكون لافق للذنب الذي صدر وأفتوا أن سليمان الحلبي تحرق يده اليمين وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور وهذا يكون فوق التل الذي برا قاسم بك ويسمى تل العقارب وبعد دفن ساري عسكر العام كلهبر وقدم كامل العسكر وأهل البلد الموجودين في المشهد ثم أفتوا بموت السيد عبد القادر الغزي مذنب أيضاً كما ذكر أعلاه وكل ما تحكم يده عليه يكون حلال للجمهور الفرنساوي ثم هذه الفتوى الشرعية تكتب وتوضع فوق الذيت الذي مختص بوضع رأسه وأيضاً أفتوا على محمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الوالي أن تقطع رؤوسهم وتوضع على نبابيت وجسمهم يحرق بالنار وهذا يصير في المحل المعين أعلاه ويكون ذلك قدام سليمان الحلبي قبل أن يجري فيه شيء هذه الشريعة والفتوى لازم أن ينطبعا باللغة التركية والعربية والفرنساوية م كل لغة قدر خمسمائة نسخة لكي يرسلوا ويعلقوا في المحلات اللازمة والمبلغ يكن مشهل في هذه الفتوى تحريراً في مدينة مصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه ثم ان القضاة حطوا خط يدهم بأسمائهم برفقة كاتم السر ممضي في أصله ثم هذه الشريعة والفتوى انقرت وتفسرت على المذنبين بواسطة السيتوين لو ما كان الترجمان قبل قصاصهم فهم جاوبوا أن ما عندهم شيء يزيدوا ولا ينقصوا على الذي أقروا به في الأول فحالاً قضوا أمرهم في ثمانية وعشرين من شهر برريال حكم الاتفاق وقبل نصف النهار بساعة واحدة حرر بمصر في ثمانية وعشرين برريال السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي ثم ختموا بأصله الدفتردار سارتلون وكاتم السر بينه وهذه نسخة من الأصل إمضاء بينه كاتم السر آه وهذا آخر ما كتبوه في خصوص هذه القضية ورسموه وطبعوه بالحرف الواحد ولم أغير شيئاً مما رقم إذ لست ممن يحرف الكلم وما فيه من تحريف فهو كما في الأصل والله أعلم.
ولما فرغوا من ذلك اشتغلوا بأمر ساري عسكرهم المقتول وذلك بعد موته بثلاثة أيام كما ذكر ونصبوا مكانه عبد الله جاك منو ونادوا ليلة الرابع من قتلته وهي ليلة الثلاثاء خامس عشرين المحرم في المدينة بالكنس والرش في جهات حكام الشرطة فلما أصبحوا اجتمع عساكرهم وأكابرهم وطائفة عينها القبط والشوام وخرجوا بموكب مشهده ركباناً ومشاة وقد وضعوه في صندوق من رصاص مسنم الغطاء ووضعوا ذلك الصندوق على عربة وعليه برنيطته وسيفه والخنجر الذي قتل به وهو مغموس بدمه وعملوا على العربة أربعة بيارق صغار في أركانها معمولة بشعر أسود ويضربون بطبولهم بغير الطريقة المعتادة وعلى اطبول خرق سود والعسكر بأيديهم البنادق وهي منكسة الى أسفل وكل شخص منهم معصب ذراعه بخرقة حرير سوداء ولبسوا ذلك الصندوق بالقطيفة السوداء وعليها قصب مخيش وضربوا عند خروج الجنازة مدافع وبنادق كثيرة وخرجوا من بيت الأزبكية على باب الخرق الى درب الجماميز الى جهة الناصرية فلما وصلوا الى تل العقارب حيث القلعة التي بنوها هناك ضربوا عدة مدافع وكانوا أحضروا سليمان الحلبي والثلاثة المذكورين فأمضوا فيهم ما قدر عليهم ثم ساروا بالجنازة الى أن وصلوا باب قصر العيني فرفعوا ذلك الصندوق ووضعوه على علوة من التراب يوسط تخشيبة صنعوها وأعدوها لذلك وعملوا حولها درابزين وفوقه كساء أبيض وزرعوا حوله أعواد سرو ووقف عند بابها شخصان من العسكر ببنادقهما ملازمان ليلاً ونهاراً يتناوبان الملازمة على الدوام وانقضى أمره واستقر عوضه في السر عسكرية قائمقام عبد الله جاك منو وهو الذي كان متولياً على رشيد من قدومهم وقد كان أظهر أنه أسلم وتسمى بعبد الله وتزوج بامرأة مسلمة وقلدوا عوضه في قائمقامية بليار فلما أصبح ثاني يوم حضر قائمقام والآغا الى الأزهر ودخلا إليه وشقا في جهاته وأروقته وزواياه بحضرة المشايخ.
وفي يوم الخميس حضر ساري عسكر عبد الله جاك منو وقائمقام لو الآغا وطافوا به أيضاً وأرادوا حفر أماكن للتفتيش على السلاح ونحو ذلك ثم ذهبوا فشرعت المجاورون به في نقل أمتعتهم منه ونقل كتبهم وإخلاً الأروقة ونقلوا الكتب المرقوفة بها الى أماكن خارجة عن الجامع وكتبوا أسماء المجاورين في ورقة وأمروهم أن لا يبيت عندهم غريب ولا يؤوا إليهم آفاقياً مطلقاً وأخرجوا منه المجاورين من طائفة الترك ثم أن الشيخ الشرقاوي والمهدي والصاوي توجهوا في عصريتها عند كبير الفرنسيس منو واستأذنوه في قفل الجامع وتسميره فقال بعض القبطة الحاضرين للأشياخ وهذا لا يصح ولا يتفقهذا لا يصح ولا يتفق فحنق عليه الشيخ الشرقاوي وقل اكفونا شر دسائسكم يا قبطة وقصد المشايخ من ذلك منع الريبة فإن للأزهر سعة لا يمكن الإحاطة بمن يدخله فربما دس العدو من يبيت به واحتج بذلك على إنجاز غرضه ونبل مراده من المسلمين والفقهاء ولا يمكن الاحتراس من ذلك فإذن كبير الفرنسيي بذلك لما فيه من موافقة غرضه باطناً فلما أصبحوا قفلوه وسمروا أبوابه من سائر الجهات.
وفي غايته، جمعوا الوجاقلية وأمروهم بإحضار ما عندهم من الأسلحة فأحضروا ما أحضروه فشددوا عليهم في ذلك فقالوا لم يكن عندنا غير الذي أحضرناه فقالوا وأين الذي كنا نرى لمعانه عند متاريسكم فقالوا تلك أسلحة العساكر العثمانية والأجناد المصرية وقد سافروا بها.